تضاعفت كميّة شائعات الايفون 8 خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولكن العديد من المميزّات المقترح رؤيتها في الجهاز تتعارض مع بعضها، وذلك يعود للضغط الكبير على Apple في الحاجة لإطلاق تقنيات غير جاهزة بالكامل، ولكن، كيف سيكون الايفون 8 في حالته المثاليّة؟

بدءًا بالتصميم، الايفون 8 سوف يملك تصميمًا يدمج بين ما رأيناه في الايفون 4 والايفون 7 بلس، بحيث يكون إطار الهيكل مصنوعًا من الفولاذ المقاوم للصدأ (ستالنس ستيل) المصقول واللامع، والجُّزآن الأمامي والخلفي مصنوعان من الزجاج المقاوم للصدمات، والذي، في الحالة المثالية، سيكون إمّا Gorilla Glass 5 أو الجيل الثالث مما تسمّيه Apple بـ “الزجاج المقوّى بالأيونات”.

شاشة الايفون 8 ستكون من نوع OLED وبمقاس أكبر من شاشة الايفون 7 بلس، بحيث تصل إلى 5.8 إنش، ولكنها ستكون في جهاز ذا حجم قريب من حجم الايفون 7 الصغير. ستتمكن Apple من التوصّل إلى ذلك بالتخلص من الحواف الموجودة أعلى وأسفل الشاشة وجعل الزوايا شبه دائريّة، بحيث تمتد الشاشة إلى جميع الأطراف والزوايا. في الحالة المثالية، يجب ألّا نرى أي مستشعر أو كاميرا في الواجهة الأمامية، ولهذا، لابد أن تطبّق Apple آخر ما توصّلت إليه من تقنيّات لتصنع شاشة تستطيع تمرير الضوء إلى المستشعرات والكاميرات التي ستكون خلف الشاشة.

بالنسبة لقارئ البصمة Touch ID، فـ Apple لا تزال تواجه العديد من الصعوبات في وضع الماسح خلف أو ضمن الشاشة، وبما أننا نتحدّث عن الايفون 8 “المثالي”، فإن هذا ما يجب أن نراه من الشركة، ورغم أن المطالبة بذلك قد يعتبر أمرًا جنونيًّا، إلّا أن سعر شاشة الايفون 8 سيرتفع بنسبة 150% مقارنة بشاشة الايفون 7 وفقًا لبعض الشائعات، وربما جزء من ذلك الارتفاع يعود لهذه التقنيات الجديدة.

كاميرا الايفون 8 أيضًا ستكون جانب هام للتحسين، فالشائعات تتوقّع وضع تحسينات كبيرة في قدرات التصوير في الإضاءة المنخفضة، وإضافة إلى ذلك، قد تتمكّن Apple من التعاون مع شركة سوني لوضع حسّاس قادر على التقاط فيديو 960 فريم في الثانية، وأيضًا، قد تكون الكاميرا الأولى بين الهواتف في تسجيل فيديو بوضوح 4K بتردد 60 لقطة في الثانية.

جميع التغييرات الثورية أعلاه قد لا تكون “الميزة القاتلة” للايفون 8 في حالة واحدة، وهي في حال تمكّنت Apple من إنجاز تقنيّات الشحن اللاسلكي عن بعد، والتي ليس لها مثيل واسع في أي من الصناعات، التقنية حاليًا جاهزة، وهي من تطوير شركة Energous، الشركة دومًا تردّد أنها تعاونت مع أضخم شركات الأجهزة الذكية، ونبأت بأن أول جهاز يحمل التقنية سيتم إطلاقه في أواخر 2017.

لا تزال هناك العديد من الجوانب التي يمكن الحديث عنها ووضع أعلى المعايير لها، مثل المعالج والبطارية وسرعة الشبكة، ولكن من غير المتوقّع رؤية تغيير ثوري في أي من هذه الجوانب.

التطلّعات لهاتف الايفون 8 كبيرة جدًا، وجزء من هذه التطلّعات سببه القفزة في السعر والتي تعتبر نوعًا ما الأولى منذ الجيل الأول، حيث سيبدأ سعر الجهاز من حوالي 1000 دولار أمريكي، بدلًا من مبلغ 649 دولار أمريكي المعتاد رؤيته كلّ عام.

احتمال رؤية جميع التغييرات المثالية في الايفون 8 هذا العام صغير جدًا حتّى وإن كانت التقنيات جاهزة، فـ Apple عليها تصنيع عشرات الملايين من الوحدات، ولا يمكن المخاطرة بوضع تقنية غير جاهزة، حتّى لا تتكرّر قصّة بطارية سامسونج. ولكن مجرّد الحصول على نصف الحالة المثالية يمكن أن يكون كفيلًا بجعل الايفون 8 الهاتف الأنجح لعام 2017.