شعار سيري

لماذا سيري غبية جدًا

تختلف Apple عن كثير من الشركات المنافسة بأنها تهتم بخدماتها ومزايا أجهزتها على مدى سنوات طويلة، فالشركة مازالت تطوّر تقنيات 4G LTE التي قدمها الايفون 5، ومازالت تطوّر تقنية Touch ID التي قدمها الايفون 5s، ومازالت تضيف مزايا جديدة إلى خدمات مثل iMessage وiCloud التي عرفناها منذ iOS 5. ولكن هناك استثناء، وهو Siri، فعلى الرغم من أن الشركة تدّعي أنها مهتمة بخدمات Siri، إلّا أن التطويرات التي أجريت على الخدمة أخذت منحى يفضّل الفكاهة بدلًا من الفعاليّة.

شعار سيري

والت موسبيرج قرر بدء انتقاد خدمة Siri لدفع Apple إلى تطوير الخدمة، وألهمني انتقاده لتحليل العوامل الأساسية التي تجعل خدمة Siri ذات كفاءة لا تماثل باقي منتجات Apple.

عندما أعلنت Apple عن Siri في 2011 مع الايفون 4s، قالت الشركة أن الخدمة قادرة على فهم العبارات، أي أنها تحلل الأوامر بناءً على الجمل بدلًا من الكلمات، وأبرزت Apple ذلك بعدّة أمثلة خلال المؤتمر، أهمها مثال التعرّف على الطقس، بحيث يمكنك سؤال Siri “هل أحتاج إلى مظلة؟” أو “كيف القطس اليوم؟” أو “هل الجو مشمس؟” وغيرها من الأسئلة التي تعود إلى نفس المعنى، وستكون النتيجة هي تقديم إجابة مختصرة إلى جانب بيانات إضافية عن تفاصيل أخرى.

عند اختبار Siri وتجربة قدراتها في “الذكاء” الذي ادّعته Apple، غالبًا إما سيتم الاستفسار عن أمثلة قدّمتها Apple كالطقس والخرائط والمطاعم ومباريات رياضية، أو سيتم سؤال أسئلة فكاهية مثل “أحكي لي نكتة” أو “ما معنى الحياة؟” أو “هل تحبني؟”، والنتائج في كلا الحالتين ستكون تمامًا كما قالت Apple، باستثناء أن كلّ الأوامر والأسئلة هذه تستطيع Siri الإجابة عليها لأن Apple قامت ببرمجة الإجابات بشكل مسبق.

مجال الذكاء الاصطناعي الآن يشهد اهتمام غير مسبوق، وشركة Apple كانت من أوائل المهتمين فيه، وهذا ما جعلها تقدّم خدمة Siri مبكّرًا، قبل نضوجها بحوالي سنتين. ولكن بشكل أساسي، هل ينطبق مسمّى الذكاء الاصطناعي على Siri؟ باختصار، لا.

الذكاء الاصطناعي يجب أن ينمّي نفسه بنفسه بناءً على تجارب مسبقة، بالطبع لابد من Apple أن تبرمج أساسيات خدمة Siri، ولكن مع الوقت كان من المفترض أن تصبح الخدمة أذكى، خاصة مع الملايين من الأوامر التي تتلقّاها، فشركة Apple قد تكون الوحيدة القادرة على الاستفادة من هذه الأوامر بدون انتهاك خصوصيّتهم. كما أن الشركة بلا شك لديها قدرات تطوير نظام ذا ذكاء اصطناعي، جرّب تطبيق الصور في iOS 10 وستعرف ذلك.

خدمة Google Now حاليًا هي أفضل منافسي Siri من حيث الذكاء الاصطناعي، فـ Google تمكّنت من جعل الخدمة تتابع الأوامر بحيث تستطيع سؤال “من هو بيل جيتس؟” ومن ثم تتبعه بسؤال “كم يبلغ من العمر؟”، وهذا يجعل الخدمة تبدو أذكى بأشواط مقارنة بـ Siri، خاصة أن الأخيرة لا تملك قاعدة بيانات وإمكانيات بحث عميقة كما هو الوضع لدى خدمة Google.

شركة Apple مع iOS 10 قامت بخطوة هامة لتحسين Siri، وهي تمكين بعض فئات التطبيقات من دعم الخدمة، مبدئيًا مازال دعم التطبيقات للخدمة غير ذكي ويحتاج إلى أوامر ذات كلمات مفتاحية واضحة، خصوصًا مع تطبيقات اسمها غير موجود باللغة الإنجليزية. ولكن مع الوقت سيتحسّن ذلك، لأنه يعتمد على المطورين بشكل أساسي.

بالحديث عن اللغات، هذا الانتقاد مخصص لخدمة Siri باللغة الإنجليزية، أما باللغة العربية فإن الخدمة مليئة بالأخطاء الحرجة.

التعليقات